فتوى مجموعة من المشايخ
أرسلها إلى عشرة منأصحابك
هل هذه العبارة ملزمة لكل منقرأها؟
السؤال:-
اطلعت على نشرة دعوية إلا أن صاحبهاختمها بعبارة: { أرسلها إلى عشرة من
أصحابك أمانة في ذمتك وستسأل }
سؤالي: ماحكم الشرع في أمثال هذه العبارات وهل حقاً أني أصبحت ملزماً
بتوزيعها إلى عشرةمن أصحابي؟
الجواب:-
هذه العبارةيكتبها بعض الناس الذين يريدون نشر ما يدعون إليه وهي خطأ بلا شك
لأن فيهاإلزاماً للناس بمالم يلزمهم الله تعالى به من حيث أصل التبليغ لقوله
أو رسالتهومن حيث العدد فلا يجب عليك إرسالها وأرى أن ترسل إلى صاحب هذه
النشرة رسالةًتنصحه فيها ألا يكلف الناس ويشق عليهم بما لم يكلفهم اللهبه.
السؤال:-
ياشيخ ماذا أفعل بخصوص رسالة أُرسِلتْ إليّ ، وهذا نصّها :
' لا إله إلا أنتسبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يَدْعُ بها مسلم إلا
استجاب الله دعاءه ' أرسلها إلى ( 12 ) من أصحابك ، وسَتَسْمَع خبراً جيِّداً
الليلة – إن شاء الله –
لا تَمْسَحْها .. أمانة في عُنقك إلى يوم القيامة .
ما الحل؟
الجواب -:
لايجوز مثل هذا ..
أما حديث : ' دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت ' لا إلهإلا أنت سبحانك
إني كنت من الظالمين ' فإنه لم يَدْعُ بها رجل مسلم في شيء قطّإلا استجاب
الله له ' فقد رواه الإمام أحمدوالترمذي ، وغيرهما ، وهو حديث صحيح .
أما قول : ' أرسلها إلى ( 12 ) من أصحابك ، وسَتَسْمَع خبراً جيِّداً
الليلة – إن شاء الله – '
فهذا رجم بالغيب !
وهو من التقوّل على الله .
ومن قال هذا .. هل جاءه خبر عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن من فعل ذلك
حصل له ما قال ؟!
فإذا لم يكن كذلك ، فهذا من الافتراء على الله ..
وأماقول : ' لا تَمْسَحْها .. أمانة في عُنقك إلى يوم القيامة '
فأقول : بل امسحها .. ولا ترسلها ..
ولا يجوز إلْزام الناس بما لم يُلزمهم به الله ورسوله صلى اللهعليه وسلم .
بل هذا من إيجاب ما ليس بواجب .
ولا يجوز إرسال مثل هذه الرسالة، ولا وضعها أمانة في أعناق الناس !
ويُقتَصر في مثل هذه الرسالة على الحديثالثابت عنه صلى الله عليه وسلم .
والحلّ أن يُرَدّ على من أرسلها ببعض ما تقدّم .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال:-
نريدمنكم فتوى
حول ما اننتشر من يزعُم مختلقها أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ـ
ويذكرأمورا ـ
ويطالب بنشرها إلى عشرة أشخاص وأنه سيرى بعد أربعة أيام ـ إنفعل ـ
أمرايسره ، وإن لم يفعل رأى أمورا تسوؤه
فبدأ بعض الجهالبتداوله
الجواب:-
لايجوز نشر مثل هذا ولا اعتقاده ، ولا العمل بموجبه .
لأن من عمِل بالرؤى فقداستدرك على النبي صلى الله عليه وسلم ، والدِّين قد
تَمّ وكَمُل .
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا{
والرؤى يُستَبْشَر بها ، ولا يُعوّلعليها ، وقد بين ذلك الإمام الشاطبي رحمه
الله في كتاب ' الاعتصام ' .
كماأن تلك الرسالة التي انتشر تعبر رسائل الهاتف الجوال تتضمن الإخبار
بالغيب !
كيف ؟
قول بعضهم : أرسلهاإلى كذا ( 12 ) أو أكثر أو أقلّ – وسوف تسمع خبراًجيداً
وهذا لا شك أنه رَجْما بالغيب ، وتقوّل على الله .
ما يكون في المستقبللا يَعلمه إلا الله .
فكيف يَدّعي صاحب الرسالة ، أو صاحب الرؤيا ذلك ؟!
فلايجوز نشر مثل تلك الرسالة، ولا ترويجها ، ومن وصلته تلك الرسالة فيُنبِّه
علىما فيها من خطأ .
وسبق التفصيل فيما يتعلق بـ :
الرؤى والأحلام
واللهأعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
حكم الرسائل التي تُرتب أجوراً أوتتوقع شيئاً في المستقبل
السؤال-:
كثيراً مايردنا بعض رسائل الجوال من أخواننا ويطلبون منا إرسالها إلىعدد
معين من الأشخاص { وهم يقصدون بذلك نشر الخير {
لكني في الحقيقة اتوقفكثيراً عند مثل هذه الرسائل وأنا حائرة في مدى جوازها
أو عدمه
ومن أمثلة هذهالرسائل رسالة وصلتني قبل دقائق من أخت لي في الإسلام تقول في
الرسالة:
}{ لا إله إلا الله}{
أرسلها لـ 9 أشخاص وستسمع خبر يسرك وأنا جربت ذلك..
ورسالةأخرى وصلتني يوم الجمعة تقول فيها إحدى الأخوات:
لأني أحبك
صلي على النبي 10مرات
وأرسلها لـ 10 أشخاص
سيكون لديك مليون صلاة على النبي فيميزانك
أرجوك أرسلها لاتدعها تتوقف عندك
حتى تكسب الأجر قبل طي صفحات كتاب 1427هـ
وكل عام وأنت بخير..
في الحقيقة أنا لم أرسلالرسائل كما طلب مني لأني لا أعلم
حكم نشر مثل هذه الرسائل
وأود منك ياشيخناالجليل توضيح الحكم حتى نستطيع نصح أخوتنا
وجزاك اللهخيراً..
الجواب:-
وجزاك الله خيرا
الرسائل هنا على نوعين :
النوع الأول : يُذكَّر فيها الغافل ، ويُعلَّم فيها الجاهل ؛ فهذه لا شيء
فيها إذا لم ترتبطبِزمان أو مكان مُعيَّن .
والنوع الثاني : ما يَكون فيها ترتّب أُجور ، أوتَوَقّع حدوث شيء في
الْمُسْتَقْبَل ؛ فهذه لا يَجوز نشرها ، ولا اعتقاد مافيها .
ولا يَجوز إلْزَام الناس بما لَم يُلزِمهم به الله ورسوله صلى الله عليهوسلم .
كأن يُقال : أستحْلِفُك بالله أن ترسلها .. أو أمانة في عُنُقك .. ونحوذلك .
كلّ هذا لا يَجوز لِما فيه مِن إلْزَام الناس بما ليس بِلازِم .
والناسفي سَعة مِن أمْرِهم فَلِماذا يُضيَّق عليهم ؟
ومن هذا الباب جاء الـنَّهْي عنالـنَّذْر ، لِمَا فيه مِن إلْزَام الإنسان
نفسه بما ليس بِلازم .
واللهتعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
منقول من بريدي